أخيرًا وصلت

أخيرًا وصلت

تنويه: هذا الجزء من المُدونة لمن هم فوق سن الخامسة والعشرين ..لأن من هم دون ذلك سيجدون صعوبة في مضغ وتقبل بعض الحقائق والبديهيات الواردة هُنا..سيجدونها واقعية ومُتشائمة أكثر من اللازم ..أو أسخف بكثير مما هو متوقع ! سيجدونها أفكار مُعيقة لأحلامهم الكبيرة ..لمشاريعهم العظيمة ! سيجدونها أفكار الجيل القديم ..الذي لم يُحرك ساكنّا والذي لا يرغب في تحريك شيء ..لهذه الأسباب الواردة أعلاه رجاءًا لا تقرأ هذا الجزء من مدونتي ..فانا ليس لديّ اي نية ولا رغبة في تسريع عملية نضجك او في تخفيض منسوب الحياة والحماس في أيامك ..فالحياة كفيلة بهذه المُهمة القاسية ..استمتع بأكبر قدر من الإيمان والحماس ولا تستعجل ! ثانيًا: هذا الجزء من المدونة لمتوسطي الذكاء ..للعاديين ..اصحاب الحياة العادية ..للذين يتعثرون يوميًا بأفكارهم الخاصة ..بمنطقهم الشخصي ..المتجولون في متاهة التعرف على تعقيدهم البشري ..هذا الجزء ليس للعباقرة و لا لأصحاب البصيرة العالية والصحة النفسية الممتازة ..فانا ليس لدي نية لإهانة قدراتك العقلية والسخرية منها ..لذلك أرجوك لا تُضيّع وقتك هُنا الا اذا كان لديك رغبة في فهم متوسطي الذكاء من أحبابك!

يقول غازي القصيبي رحمه الله: ” إن البديهيات لم تكن، عبر التاريخ، أول ما تبادر إلى الذهن البشري عند ارتطامه بمشكلة من المشاكل. إن لدينا من الشواهد التاريخية ما يؤكد أن البشر كثيرًا ما يصلون إلى إجابات خاطئة يقضون معها سنين أو عقودًا آو قرونًا قبل الوصول إلى الاجابة (البديهية) الصحيحة)

هذه العبارة من أصدق ما قرأت…فكم من مرة قلت فيها : “اووه ..كيف لم أفكر في هذه الفكرة من قبل؟” وكم من مرات احتفلت باكتشاف على انه اكتشاف عظيم ،وما أن نطقت به لأحد من أصدقائي أو أهلي، حتى اكتشفت بديهيته وبساطته. لذلك أنا أؤمن بأن البصيرة والحل والاكتشافات الشخصية تكمن بداخلنا لكن الوصول إليها يتطلب عمل وجهد وصدق مع الله أولاً ثم مع الذات ثانيًا. ورغم معرفتي بأن الوصول إلى هذه الاكتشافات الشخصية يتطلب ظروف معينة ونضج معين فما توصلته له أنا اليوم، قد يكون درسًا قديمًا بالنسبة لصديقتي أو لأختي. هذه الحياة تُعاملنا بعدالة أكثر من أنظمتنا التعليمية فهي لا تُقدم لنا مادة علمية إلا عندما نكون جاهزين لها. هذه الجاهزية محكومة بالخلفية الثقافية والزمانية وبالخبرات التي عاشها الشخص لذلك أنا أعلم بأن هذه المقالات قد لا يستفيد منها إلا الذين يشاركونني ذات الفصل الدراسي في مدرسة الحياة.

سأجرّب أن أشرح كيف وصلت لهذه البديهيات رغم علمي بصعوبة ذلك فكما يقول ديفيد والس في خطبته المشهورة (هذا ماء) بأن أكثر الأشياء الواقعية وضوحًا وتواجدًا وأهمية من حولنا هي الأكثر صعوبة في التعرف عليها والحديث عنها. لذلك لا تتردد أرجوك في التساؤل والتعليق والإضافة.

تنويه آخر:
هذه بديهيات(ي)..حقائق(ي) التي اكتشفتها ..هي مجموعة من المعلومات التي قضيت وقتًا طويلا في اكتشافها ..وعندما أخيرا وصلت اكتشفت بان جميع من حولي يعرفها ..اكتشفت بأنها معروفة على انها (بديهية)  عند من حولي ! 
لذلك فهي محكومة بتجربتي الشخصية ..وبخلفيتي الثقافية ..بمجموعة من القيم والمعايير الشخصية. هذه ليست وصفة طبيب ولا نصيحة شيخ هذه حصيلة رحالة يبحث في دهاليز روحه عن معنى للحياة من حوله وللحياة بداخله ليُحقق الغاية التي يؤمن بأنه وُجد لتحقيقها. أنا هنا لأقدم لك ما وصلت له حتى الآن وذلك قد يتغير او ينضج او يكبر..وأنت قد تضيف له ما يعززّه او يختبره أو يتحداه 

2 Comments

  1. بحكم اني لم اتجاوز الخامسة والعشرين فتنويهك وضعني بين كفتين .. احداهما الاقدام على القراءة .. والأخرى التراجع .. ولكني اقدمت ولا اعلم لماذا .. هل هو ثقة بمرحلة النضج التي وصلت اليها بغض النظر عما هو عمري ! ام هو شغفٌ دون الاهتمام بالنتائج !
    الأهم من كل ذلك انني لم اخرج من المقال بحقائق او بديهيات ولم اشعر بتشاؤم او سخافة ولكني خرجت بتساؤل عظيم قد لا أكون طرحته من قبل على نفسي..
    شكراً بحجم السماء .. كل ما قرأته ومررت به في مدونتك منحني وقفة مع نفسي .. وكل تدوينه كانت تشعرني بان خلف هذه الأسطر انسانة عظيمة ..

    Reply
  2. في كل مرة اقدم على تقديم نصيحة (بديهية) لشخص ما
    اتذكر ان نفس النصيحة مرت علي مرارا وتكرار وكيف انها لم يكن لها اي صدى حقيقي داخلي حتى حدثت الحياة واصبحت اكتشافي الخاص بسبب موقف او مرحلة مررت بها
    فيزداد يقيني ان على الشخص الماكث امامي المرور بمراحلة معينة وظروف معينة كي يفهمها كما ينبغي

    عمري ٢٢ عاما لكن قررت متابعة القراءة في هذا القسم
    لان هاذي المقالة نظمت الخيوط المبعثرة داخلي لتصف بدقة ما شعرت به وعجزت عن التعبير عنه

    فشكرًا لكِ أ.رفاه
    اتمنى ان تجمعنا الحياة يوما ما

    Reply

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *