عني

عني

كثيرًا ما أشعر بأني دُبّ  قطبي وُلد في صحراء.. او العكس جمل استيقظ ليجد نفسه فجأة في الاسيكمو..لا يُهم التشبيه هُنا.. المُهم هُنا الفكرة فانا كثيرًا ما اشعر بأني في المكان الغير المُناسب…دائمًا أشعر بأني  في رحلة للبحث عني..عن حقيقتي في مُجتمع يُحارب فكرة الاختلاف والتفرد ويعمل على تطبيعي على هيئة لا تُناسبني لا قلبًا ولا قالبًا في المقابل أنا كائن اجتماعي بشكل مُخيف لذلك شكلي لا يختلف كثيرًا عن من حولي ..فأنا جدّاوية من طبقة متوسطة أُحب شِنط الپرادا وأحذية سيلڤاتوري فيرقاموا ..لا أحب ان أُغضب من حولي باختلافي..لذلك أنا اختار معاركي الاجتماعية بعناية وابتسم في وجه الاستهلاكية التي اكرهها .. باختصار أنا كائن مُسالم من الخارج.. قلق جداً من الداخل وأسعى دائماً لعقد صُلح بين الخارج والداخل عبر مُحاولات متعثرة لخلق مساحة أستطيع فيها ان أكون نفسي دون ان أخسر من حولي او بعبارة اخرى  أحاول خلق مساحة استمتع فيها بحبي للآخرين دون ان أخسر علاقتي بنفسي رغم حُبي للسفر وللتجارب المُثيرة الا ان هذه المدونة عبارة عن توثيق لتجارب الداخل ..لمضاربات الشوارع التي تحدث بين نفسي ونفسي ..توثيق للدهشة المصاحبة للوعي الشخصي..للفرحة التي تُولد مع كل معلومة اكتشفها عن نفسي وعن رحلتي للوصول الى كينونتي الخاصة فاذا كُنت بشكل او بآخر في رحلة للبحث عن نفسك.. او في رحلة للتمرد على المُعتاد.. او اذا كنت بطريقة او آخرى تجد نفسك غير قادر على تقبل بعض الاعراف الاجتماعية التي وجدت نفسك نشأت فيها ..اذا كنت مُهتم بتحصيل وعي شخصي عالي فشاركني هذه المغامرة نحو الوصول الى ذواتنا ! معلومة غير مهمة عني: أنا مُرشدة نفسية وأستاذة جامعية لكن الرحلة نحو الذات هي مغامرة لا تجاملك حسب وظيفتك او شهادتك ملاحظة مُهمة: أنا هُنا أمارس رفاهية الاكتشاف وتدوين...
أخيرًا وصلت

أخيرًا وصلت

تنويه: هذا الجزء من المُدونة لمن هم فوق سن الخامسة والعشرين ..لأن من هم دون ذلك سيجدون صعوبة في مضغ وتقبل بعض الحقائق والبديهيات الواردة هُنا..سيجدونها واقعية ومُتشائمة أكثر من اللازم ..أو أسخف بكثير مما هو متوقع ! سيجدونها أفكار مُعيقة لأحلامهم الكبيرة ..لمشاريعهم العظيمة ! سيجدونها أفكار الجيل القديم ..الذي لم يُحرك ساكنّا والذي لا يرغب في تحريك شيء ..لهذه الأسباب الواردة أعلاه رجاءًا لا تقرأ هذا الجزء من مدونتي ..فانا ليس لديّ اي نية ولا رغبة في تسريع عملية نضجك او في تخفيض منسوب الحياة والحماس في أيامك ..فالحياة كفيلة بهذه المُهمة القاسية ..استمتع بأكبر قدر من الإيمان والحماس ولا تستعجل ! ثانيًا: هذا الجزء من المدونة لمتوسطي الذكاء ..للعاديين ..اصحاب الحياة العادية ..للذين يتعثرون يوميًا بأفكارهم الخاصة ..بمنطقهم الشخصي ..المتجولون في متاهة التعرف على تعقيدهم البشري ..هذا الجزء ليس للعباقرة و لا لأصحاب البصيرة العالية والصحة النفسية الممتازة ..فانا ليس لدي نية لإهانة قدراتك العقلية والسخرية منها ..لذلك أرجوك لا تُضيّع وقتك هُنا الا اذا كان لديك رغبة في فهم متوسطي الذكاء من أحبابك! يقول غازي القصيبي رحمه الله: ” إن البديهيات لم تكن، عبر التاريخ، أول ما تبادر إلى الذهن البشري عند ارتطامه بمشكلة من المشاكل. إن لدينا من الشواهد التاريخية ما يؤكد أن البشر كثيرًا ما يصلون إلى إجابات خاطئة يقضون معها سنين أو عقودًا آو قرونًا قبل الوصول إلى الاجابة (البديهية) الصحيحة) هذه العبارة من أصدق ما قرأت…فكم من مرة قلت فيها : “اووه ..كيف لم أفكر في هذه الفكرة من قبل؟” وكم من مرات احتفلت باكتشاف على انه اكتشاف عظيم ،وما أن نطقت به لأحد من أصدقائي أو أهلي، حتى اكتشفت بديهيته وبساطته. لذلك أنا أؤمن بأن البصيرة والحل والاكتشافات الشخصية تكمن...